محمود محيي الدين: مبادرة المشروعات الخضراء الذكية جاءت لسد الفجوة بين التمويل والمشروعات القابلة للاستثمار

دكتور. قال محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة 2030، إن المبادرة الوطنية للمشاريع الخضراء الذكية تهدف إلى سد الفجوة بين التمويل والمشاريع القابلة للاستثمار. ويوفر فرصة حقيقية لعرض المشاريع المؤهلة على المستوى المحلي والدولي وبالتالي زيادة فرصهم في الحصول على التمويل اللازم. وأكد أن المبادرة حققت نجاحاً ملحوظاً منذ إطلاقها.
وأوضح محيي الدين، خلال مؤتمر إعلان المشاريع الفائزة بالدورة الثالثة من المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية اليوم، أن أحد أكبر التحديات أمام التمويل المستدام هو عدم وجود قوائم جاهزة للمشروعات المؤهلة للاستثمار. وتذكر حديثه مع أحد خبراء التمويل الذي أشار إلى أنه على الرغم من توفر مصادر التمويل، إلا أن المستثمرين يواجهون صعوبة في العثور على مشاريع جاهزة تلبي معايير التمويل والاستثمار المستدام.
وأشار محيي الدين إلى أن هذه الفجوة بين التمويل والمشاريع القابلة للاستثمار لا تقتصر على مصر، بل هي ظاهرة تنتشر أيضاً في دول الجنوب العالمي.
وأوضح أن المبادرة تحقق تقدما مطردا في تحقيق التحول الرقمي والاجتماعي، فضلا عن تحويل قطاع الطاقة، ليس فقط فيما يتعلق بتوليد الكهرباء من مصادر متجددة، ولكن أيضا في مختلف المجالات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ، كما هو منصوص عليه في أجندة شرم الشيخ للمناخ.
وأشار محيي الدين إلى أن مصر حصلت على إشادة دولية لاستضافتها الناجحة لمؤتمر التغيرات المناخية السابع والعشرين (COP27) في شرم الشيخ. وأكد أن الهدف ليس تنظيم المؤتمر، بل ما تبقى من مشاريع فاعلة وملموسة على الأرض بعد القمم والمؤتمرات.
وأضاف أن مصر نجحت في الجمع بين حماية المناخ والتنمية المستدامة، وهو ما انعكس في المشروعات المقدمة في إطار المبادرة. ورغم التحديات الاقتصادية العالمية، حظيت المبادرة باهتمام غير مسبوق. تم تقديم أكثر من 1800 مشروع، مما يعكس الوعي المتزايد بأهمية التحول الأخضر.
وأكد محيي الدين أن مصر تستعد حالياً لمواصلة ريادتها في العمل المناخي والمشاركة في قمة المناخ الثلاثين بالبرازيل. وأشاد بمستوى المشروعات التي مثلتها مصر في القمم السابقة سواء في شرم الشيخ أو دبي، مؤكداً أن النسخة الرابعة من المبادرة ستشهد مشاركة قوية في القمة المقبلة.
وأشار إلى أن مصر نجحت في خلق نموذج يحتذى به لإشراك المحافظات المختلفة في العمل المناخي، حيث تضمن المبادرة حصول كل محافظة على حصة من المشاريع الفائزة، مما يعزز تكامل الجهود على المستوى الوطني.
وأكد أن مصر لا تهتم فقط بالمشاركة في القمم الدولية، بل تعمل أيضاً على تقديم نموذج عملي ومتكامل يحقق نتائج ملموسة.
وأشار إلى أن خبراء دوليين ومنهم الخبير الاقتصادي جي ساس أشادوا بإنجازات مصر في هذا المجال. وهذا يحسب للدولة المصرية التي تلتزم بالتنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ ليس بالشعارات فقط بل بالآليات العملية.
وأكد أن نجاح المبادرة جاء بفضل التزام المحافظين والجهات المعنية، الذين لم يشاركوا رسمياً فحسب، بل لعبوا دوراً محورياً في دعم وتطوير المشاريع، وبالتالي تحسين فرص استدامتها ونجاحها مستقبلاً.