تحديث Gmail الجديد.. جوجل تعزز البحث بالذكاء الاصطناعي ومخاوف بشأن الخصوصية

أعلنت شركة جوجل عن تحديث جديد لـ Gmail. إنه يدمج أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتحسين البحث في البريد الإلكتروني. يؤثر التحديث على حوالي 3 مليار مستخدم حول العالم.
ويعد هذا التحديث جزءًا من سباق التكنولوجيا المتصاعد بين شركات التكنولوجيا الكبرى. ترغب شركتا جوجل ومايكروسوفت في توسيع خدماتهما باستخدام الذكاء الاصطناعي. سيؤدي هذا إلى تغيير جذري في كيفية تفاعل المستخدمين مع البريد الإلكتروني ومحركات البحث.
أكدت شركة جوجل أن خدمة البريد الإلكتروني Gmail ستستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة وسرعة نتائج البحث في البريد الوارد من خلال تحليل تفاعلات المستخدمين مع الرسائل والمرسلين.
وقالت الشركة في بيانها إن الميزة الجديدة، التي تسمى “البحث الأكثر صلة”، سيتم طرحها لجميع حسابات جوجل الشخصية وستكون متاحة عبر الويب وتطبيق Gmail لنظامي التشغيل أندرويد وiOS. يمكن للمستخدمين التبديل بين نتائج البحث التقليدية ونتائج الذكاء الاصطناعي الجديدة.
قالت شركة جوجل: “إذا كنت تواجه صعوبة في العثور على معلومات في صندوق بريد مزدحم، فأنت لست وحدك”. يرجى ملاحظة أن التحديث يهدف إلى تبسيط عمليات البحث عبر البريد الإلكتروني وتحسين دقة النتائج.
ورغم الفوائد التي يقدمها التحديث، أثار خبراء الأمن الرقمي تساؤلات حول تأثير هذه الأدوات على خصوصية المستخدمين. وفي حين أكدت جوجل أن حماية خصوصية المستخدمين ومنحهم حرية الاختيار هي من أهم أولوياتها، فإن هذه الميزة تعتمد على تحليل البيانات الشخصية لتحسين نتائج البحث.
وردًا على أسئلة فوربس حول الخصوصية، قالت جوجل إن المستخدمين يمكنهم التحكم في هذه الأدوات من خلال إعدادات التخصيص الخاصة بهم، وأكدت أن البيانات لا تُستخدم لتدريب النماذج أو تحسين استراتيجيات التسويق.
لا يقتصر سباق الذكاء الاصطناعي على جوجل. وتتبع شركة مايكروسوفت استراتيجية مماثلة وتدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في OneDrive لتحليل الملفات السحابية. وفي حين تؤكد مايكروسوفت أن هذه الميزة تعمل فقط بموافقة المستخدم، فإن الفكرة في حد ذاتها تثير مخاوف بشأن إمكانية وصول الذكاء الاصطناعي إلى البيانات الحساسة.
لا تقوم Google بتحديث Gmail فحسب، بل تستخدم أيضًا الذكاء الاصطناعي لتحسين البحث في متصفح Chrome. يمكن للمساعد الذكي تحليل عمليات البحث السابقة لتحسين دقة التوصيات. ويثير هذا تساؤلات حول مدى سيطرة المستخدم على بياناته.
ونظرا لهذا التحول الواسع النطاق نحو الذكاء الاصطناعي، يتعين على المستخدمين اتخاذ قرارات مهمة بشأن المدى الذي يُسمح فيه لهذه التقنيات بتحليل بياناتهم الشخصية. ورغم أن هذه الأدوات قادرة على تحسين تجربة المستخدم بشكل كبير، إلا أن حماية البيانات تظل قضية مثيرة للجدل. لذلك، يعد التحكم في الإعدادات أمرًا ضروريًا لأي مستخدم يريد حماية بياناته الشخصية.