اكتشاف مصدر طاقة نظيف في ألبانيا يوفر 200 مليون طن من الهيدروجين سنويًا

اكتشف باحثون بئرًا ضخمًا في قاع منجم كروميت عميق في ألبانيا، ويعتقد أنه يحتوي على 200 مليون طن من الهيدروجين سنويًا. يمكن للبئر أن تنتج ما يصل إلى 200 طن من الهيدروجين سنويًا، أي ما يقرب من 1000 مرة أكثر من المناطق الجيولوجية المماثلة الأخرى.

وأشارت دراسة حديثة نشرت في مجلة ساينس إلى انبعاثات عالية للغاية من غاز الهيدروجين تصل إلى 200 طن على الأقل سنويا من منجم الكروميت – وهو أعلى معدل تدفق طبيعي للهيدروجين تم تسجيله على الإطلاق.

وبالمقارنة مع الإنتاج السنوي لصناعة البتروكيماويات الذي يبلغ نحو 100 مليون طن من الهيدروجين، فإن محتويات المنجم الأوروبي قد تبدو صغيرة. ومع ذلك، يشير مؤلفو الدراسة العلمية إلى وجود خزان أكبر بكثير يقع في منطقة الكسر أسفل أرضية المنجم.

وقد يمهد هذا الاكتشاف الذي توصل إليه لوران تروتش، عالم الكيمياء الجيولوجية بجامعة غرونوبل ألب في فرنسا، الطريق أمام مناهج جديدة لاستكشاف الهيدروجين الطبيعي في مناطق أخرى. يتمتع المنجم الألباني بإمكانية الوصول المباشر إلى باطن الأرض، وبالتالي يمثل موقع بحث مهم لدراسة أنظمة الهيدروجين وفهم الظروف التي تؤدي إلى تكوينها وتراكمها.

وقدر تروش أن الخزان يحتوي على ما بين 5000 إلى 50000 طن من الهيدروجين.

وقال مايكل ويبر، الباحث في أنظمة الطاقة بجامعة تكساس، إن هذا الاكتشاف قد “يغير الجغرافيا السياسية بشكل جذري لأسباب عديدة وجيهة، لأن الهيدروجين سيكون متاحا حيث لا يوجد نفط أو غاز”.

في سياق مماثل، صرّح المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS): “قد يُغيّر هذا الاكتشاف نهجنا في استخدام موارد الطاقة، ويفتح آفاقًا واعدة لدراسة الهيدروجين الطبيعي. ومع ذلك، من الضروري مواصلة البحث مع مراعاة الأثر البيئي لهذه المبادرات واستدامتها”.

ورغم هذا التفاؤل، يشير بعض الباحثين إلى أن إمدادات الهيدروجين في منجم ألبانيا ليست وفيرة كما ذكر آخرون.