شيخ الأزهر: لا يقبل الله الدعاء إذا كان لغرض فاسد أو بشيء مستحيل

الإمام الأكبر د. قال فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن من النصوص القرآنية التي ورد فيها اسم الله «المجيب» قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ». وقال أيضا: (وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير). وقال في آية أخرى: «ما يكون نجوى بين ثلاثة إلا هو رابعهم». كل هذه الآيات إذا أخذت حرفيا تدل على أنه مع نفسه، وهذا مستحيل وغير متصور بالنسبة له، لأن الأزلي لا يمكن وصفه بالصدفة.
وأضاف: “ومن أدلة اسم الله تعالى في السنة النبوية قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، إن الذي تدعونه ليس بأصم ولا غائب، الذي تدعونه بينكم وبين أعناق فرسانكم).” الأدلة العقلية والمرويات تمنع تفسير هذه النصوص تفسيرًا حرفيًا. ومن هذا الحديث، يُستنبط تحريم نبينا صلى الله عليه وسلم للصياح في الدعاء، وهي ظاهرة نلاحظها بكثرة في عصرنا. وللدعاء آداب، منها “الخشوع”، لقوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخَفِيَّةً﴾.
في الحلقة الرابعة والعشرين من برنامج “الإمام الطيب”، أوضح الإمام الطيب أن معنى اسم الله “المجيب” هو إجابة دعوة الداعي وقبولها، عملاً بقول الله تعالى: (قَدْ سَمِعَ دَعَاؤُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَا سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ). والمعنى الثاني هو إعطاء الداعي ما سأله، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى هو من صفات الأفعال. وأشار إلى أن لاسم الله “المجيب” معنى ثالثاً، وهو مستمد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن ربك حي كريم، لا يخاف أن يرفع إليه عبده يديه فيردهما صفراً، أو كما قال خائبين”. وهذا يعني الإجابة على الطلب، وهو هنا صفة من صفات الفعل. فإن كان المعنى أنه يعطي الداعي ما سأل، فهذا من صفة الفعل، وإجابة الدعاء من صفة الموجود.
وأكد أن هناك شروط لإجابة الدعاء. الأول هو أن يكون الطعام المقدم جائزاً. الشرط الثاني أن لا يكون ملهياً، أي أن يكون الدعاء بحضور القلب وخشوعه وتوكله على كرم الله ورحمته. الشرط الثالث: أن لا يطلب شيئاً مستحيلاً في نفسه أو عادة، مثل: “اللهم ارزقني بيتاً على المريخ”. وهذا محال، ولا يجوز أن نسأله الله تعالى. ولا يجوز أن يكون الدعاء لطلب المال أو الجاه، فإن ذلك من المقاصد المذمومة. لكن إذا كان المقصود من الدعاء طلب المال للتمتع به لنفسه ولغيره فهذا جائز.
وختم بشرح آداب الدعاء، وهو خفض الصوت امتثالاً لقوله تعالى: {لا تُرِدْ بِصَلَاتِكَ وَلا تُخْفُضْ بِصَلَاتِكَ وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ}. ومن آداب الدعاء أيضاً رفع اليدين، كما صلى عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، حتى يظهر بياض إبطيه، والطمأنينة، وأن يبدأ الدعاء بالثناء على الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التي حضر بها، كما بذل فيها جهده، كما بذل القاتل الذي سار في طريقه. ومع ذلك، فالدعاء مستجاب.